التهاب السُّرّة/التهاب كيس المُح (Omphalitis) مشكلة بكتيرية شائعة في الكتاكيت الصغيرة جدًا. تظهر غالبًا عندما لا تلتئم السُّرّة بعد الفقس. عندها تدخل الجراثيم إلى كيس المُح وتسبب عدوى.
عادةً تظهر الخسائر خلال الأيام الأولى وحتى عمر أسبوعين. وتزداد نسبة النفوق إذا اجتمع سوء النظافة مع خلل في التفريخ أو التحضين.

1) ما الذي يحدث بالضبط؟

بعد الفقس تكون السُّرّة في مرحلة الإغلاق. أحيانًا تبقى مفتوحة أو رطبة. هنا تبدأ المشكلة.
عندما تلامس السُّرّة أسطحًا ملوّثة، تنتقل البكتيريا بسرعة. قد يكون التلوث من قشرة بيض متسخة أو أرضية فقّاسة رطبة. وقد يكون أيضًا من صناديق نقل غير نظيفة.
تدخل البكتيريا عبر القناة المتصلة بكيس المُح. ثم تُصاب بقايا المُح بالعدوى. وفي الحالات الشديدة قد يحدث التهاب داخل التجويف البطني.

مهم: الكتاكيت المصابة التي تنجو قد تلوّث غيرها في نفس دفعة الفقس.

2) الأسباب والعوامل التي ترفع الخطر

غالبًا ليست العدوى “من الأم”. في العادة هي عدوى بيئية مصدرها المفقس وما حوله. وهذه أهم العوامل:

أ) تلوث البيض أو أجهزة التفريخ
اتساخ البيض أو القشرة يرفع الحمل الجرثومي. كذلك تراكم الأوساخ داخل الحاضنة أو الفقّاسة يزيد المشكلة. وأيضًا ضعف التنظيف بين الدفعات يضاعف الخطر.

ب) خلل ضبط الحرارة والرطوبة أثناء التفريخ
سوء تنظيم الحرارة أو الرطوبة يرتبط بسُرّة غير ملتئمة. لذلك تزيد الحالات عندما تكون الإعدادات غير مستقرة.

ج) الرطوبة الزائدة وتكاثف الماء داخل الفقّاسة
البلل داخل الفقّاسة يشجع نمو البكتيريا. كما يزيد احتمال دخولها عبر السُّرّة الرطبة.

د) الإجهاد بعد الفقس
البرد أو الحر أثناء النقل يرفع الخسائر. كذلك التحضين السيئ يزيد النفوق. ومن أمثلته فرشة باردة أو رطبة عند الاستقبال.

3) ما الجراثيم الشائعة؟

غالبًا تكون العدوى مختلطة. أي أكثر من نوع بكتيريا في نفس الوقت.
من الأنواع الشائعة: E. coli وEnterococcus. كما قد تظهر بكتيريا انتهازية أخرى مثل المكورات العنقودية والعقدية وغيرها.

4) العلامات التي يلاحظها المربّي

قد تبدو الكتاكيت طبيعية أولًا. ثم تسوء حالتها بسرعة. ومن العلامات:

  • سُرّة حمراء أو ملتهبة. وقد لا تُغلق جيدًا.
  • بقعة رطبة على البطن. وأحيانًا تظهر قشرة على موضع السُّرّة.
  • خمول وقلة شهية. وقد تتجمع الكتاكيت قرب مصدر الدفء.
  • ضعف زيادة الوزن وبطء النمو.
  • ارتفاع النفوق من يوم الفقس وحتى عمر أسبوعين.

5) ماذا يظهر عند التشريح؟

قد تُلاحظ بقايا مُح غير ممتصة داخل التجويف. وقد تكون متورمة أو ذات رائحة غير طبيعية.
كما قد تظهر علامات جفاف. وفي بعض الحالات يحدث التهاب داخل التجويف البطني بدرجات مختلفة.

6) كيف تتأكد أن المشكلة Omphalitis؟

التشخيص يعتمد على ثلاث نقاط واضحة:

  1. التوقيت: نفوق مرتفع في الأيام الأولى.
  2. الفحص الظاهري: سُرّة رطبة أو غير ملتئمة.
  3. التشريح: كيس مُح ملتهب وقد يصاحبه التهاب داخلي.

وللتأكيد، يمكن إرسال عينات للطبيب/المختبر. يفيد ذلك لمعرفة البكتيريا السائدة عند تكرار المشكلة.

7) لماذا العلاج غالبًا لا يعطي نتيجة قوية؟

لا يوجد علاج مضمون وسريع. السبب أن الحالات الشديدة تتدهور بسرعة.
كما أن المضادات الحيوية وحدها لا تحل “سبب المشكلة”. السبب الحقيقي غالبًا هو التلوث والإدارة.
لذلك يكون التركيز عادةً على:

  • عزل الكتاكيت الضعيفة وتقليل اختلاطها.
  • تحسين التحضين فورًا: دفء مناسب وفرشة جافة وماء وعلف متاح.
  • استشارة بيطرية عند ارتفاع النفوق لتحديد الإجراء الأنسب.

8) الوقاية: أهم جزء فعليًا

الوقاية هي الاستثمار الأفضل لتقليل نفوق الأسبوع الأول.

أ) قبل التفريخ: ابدأ بالبيضة
استخدم بيضًا نظيفًا وغير متشقق. افصل البيض شديد الاتساخ عن النظيف.
وحافظ على جمع البيض وتخزينه ونقله بطريقة تقلل الاتساخ والكسر.

ب) أثناء التفريخ: ثبّت الإعدادات
التزم بإعدادات التفريخ الموصى بها للسلالة.
وتجنب البلل وتكاثف الماء داخل الفقّاسة قدر الإمكان.

ج) بين الدفعات: تنظيف وتطهير فعلي
نظف وطهر الحاضنات والفقّاسات بين الدفعات. راقب نقاط الاتساخ المتكررة مثل الزوايا وصواني الفقس وصناديق الكتاكيت.
واستخدم مواد التطهير وفق تعليمات الشركة وبإشراف مختص.

د) التحضين: جهّز المكان قبل وصول الكتاكيت
سخّن المكان مسبقًا. واجعل الفرشة جافة ودافئة.
قلل الازدحام. ووفّر ماءً نظيفًا وعلفًا سهل الوصول منذ البداية.

9) قائمة فحص سريعة عند تكرار المشكلة

  • هل يوجد نفوق مرتفع في الأسبوع الأول؟
  • هل السُّرّة رطبة أو غير ملتئمة؟
  • هل يدخل بيض متسخ للتفريخ؟
  • هل تنظيف الفقّاسات بين الدفعات منتظم؟
  • هل توجد رطوبة زائدة داخل الفقّاسة أو صناديق النقل؟
  • هل التحضين جاهز (دفء + جفاف + تهوية + ازدحام مناسب)؟

الخلاصة

التهاب السُّرّة/كيس المُح مشكلة بيئية وإدارية في الأساس.
البيض النظيف، والتفريخ المنضبط، والنظافة بين الدفعات، والتحضين الجيد… هي مفاتيح تقليل نفوق الأسبوع الأول.
لذلك يبقى التركيز الأكبر على الوقاية، لأن العلاج غالبًا محدود.